كتاب المنتحل

تقول لي والعيون هاجعةٌ ... أقم علينا يوماً ولم أُقمِ
أيّ الوجوه انتجعتَ قلتُ لها ... وأيّ وجهٍ إلاَّ إلى الحكمِ
متى يقل حاجبا سرادقِه ... هذا ابن بيضٍ بالبابِ يبسمِ
وقال أبو هفان:
أبا حسنٍ شفعتُ إلى اللَّيالي ... بودّكَ إنه أرجى شفيعِ
إذا أكدى الرَّبيعُ فأيُّ بحرٍ ... يؤمَّل للحيا بعدَ الرَّبيعِ
وقال البحتري:
لا أُعنيه باللّقاء ولا أرْ ... هقهُ طالباً ولا أستزيدُهْ
خشيةً أن يرى الذي لا أراهُ ... ليَ أوْ أن يريدَ ما لا أُريدُهْ
وقال أبو الفتح:
وسائلُ النَّاس شتَّى عند سادتهم ... ولي وسائلُ آدابٍ وآمالِ
فاسحبْ لبرّك أذيالاً على أملي ... أسحبْ بشكرك ما عمرتُ أذيالي
وقال الشريف الموسوي الرضي:
القولُ يعرض كالهلالِ فإنْ مشتْ ... فيه الفعالُ فذاك بدرُ تمامِ
إنِّي أمُتُّ إليكَ بالأدبِ الذي ... يقضي عليكَ بحرمةٍ وذِمامِ
وقرابةُ الأُدباءِ يقصرُ دونَها ... عندَ الأديب قرابة الأرحامِ
وقال دِعبل الخزاعي:
لا تُحزننَّك حاجاتي أبا عمَرٍ ... فإنَّها منك بين الفكر والعِذَرِ

الصفحة 73