كتاب المنتحل

سمحُ اليدينِ لهُ أيادٍ جمَّةٌ ... عندي ومَنٌّ ليسَ بالممنونِ
أفديكَ والنّعماءَ عندك إنَّها ... قد كثَّرت في النَّاس من يَفديني
وقال في استهداء غلام:
فإن تُهدِ ميخائيل ترسِلْ بتحفةٍ ... تقضَّى لها العُتبى ويُغتفرُ الوِزرُ
ومثلكَ أعطى مثله لم يضِقْ بهِ ... ذراعاً ولم يحرَجْ بهِ أو لهُ صدرُ
على أنَّهُ قد مرَّ عمْرٌ لطيبهِ ... ومن أعظمِ الآفاتِ في مثلهِ العمرُ
غداً تُفسدِ الأيَّامُ منهُ ولم يكنْ ... بأوَّل صافي الحسن كدَّرهُ الدَّهرُ
تجاوزْ لنا عنهُ فإنَّكَ واجدٌ ... بهِ ثمناً يُغليهِ في مدحكَ الشعرُ
ولا تطلب العلاَّتِ فيه وترتَقي ... إلى حيلٍ فيها لمعتذرٍ عذرُ
فقدْ يتغابى المرءُ في عظم مالهِ ... ومن تحت بُرديهِ المُغيرةُ أو عمرُو
وقال أيضاً:
هل تُصغيَنْ لأخٍ يقولُ بحالهِ ... مستعتباً إذْ لم يقلْ بلسانهِ
نزلتْ بعَقوتهِ الخطوبُ طوارقاً ... فتخوَّنتهُ وأنتَ من إخوانهِ
هذا وأنت الحجَّةُ العلياءُ في ... إكرامهِ من وافدٍ وهوانهِ
ومتى رآكَ النَّاسُ تحرمه اقتدَوْا ... بكَ غير مرتابينَ في حرمانهِ
فتكون أوَّلَ مانعٍ منْ نفسهِ ... ما أمَّل العافي ومن جيرانهِ
وقال أبو علي البصير:
وكنْ عند ما أمَّلتُ منكَ فإنَّنا ... جميعاً لما أوليت من حسنٍ أهلُ
ولا تعتذرْ بالشّغل عنَّا فإنَّما ... تناطُ بكَ الآمالُ ما اتَّصلَ الشّغلُ

الصفحة 75