كتاب المنتحل

وقال آخر:
لئنْ أحسنتَ في أمري ... لما قصرتُ في الشُّكرِ
وشكري عند إحسانك ... كالقطرةِ في البحرِ
وقال البحتري:
ألنتَ ليَ الأيَّامَ من بعدِ قسوةٍ ... وعاتبتَ لي دهري المسيءَ فأعتبا
وألبستني النّعمى التي غيَّرت أخي ... عليَّ فأمسى نازحَ الودِّ أجنبا
فلا فزتُ من مرِّ اللَّيالي براحةٍ ... إذا أنا لم أُصبحْ بشكرك متعبا
وقال السّريّ الرفاء:
ألبستني نعماً رأيتُ بها الدُّجى ... صبحاً وكنتُ أرى الصَّباحَ بهيما
فغدوتُ يحسدُني الصَّديقُ وقبلها ... قد كانَ يلقاني العدوُّ رحيما
وقال علي بن الرومي:
وكيفَ جحودُ النَّاس نعماءَ منعمٍ ... تُناغي بها أطفالهم في مهودِها
وقال أيضاً:
من أياديك التي لو جحدت ... مرَّةً قامَ بها منك شهودُ
وقال أيضاً:
كم من يدٍ بيضاء قد أسديتها ... تثني إليكَ عِنانَ كلّ ودادِ
شكرَ الإلهُ صنائعاً أوليتَها ... سلطتْ مع الأرواحِ في الأجسادِ
وقال البحتري:
ذنبُ إحسانهِ العظيمِ إلينا ... أنَّنا عاجزون عن تعدادِهْ

الصفحة 85