كتاب المنتحل

وقال البحتري:
أعطيتَني حتَّى حسبتُ جزيل ما ... أعطيتنيه وديعةً لم توهَبِ
فشبِعت من برٍّ لديك ونائلٍ ... ورويت من أهلٍ لديك ومرحَبِ
وقال أيضاً:
نفسي فداءُ أبي محمَّد الذي ... ما زلتُ أحمدُ في ذُراهُ مكاني
خلٌّ بلغتُ برأيه شرف العلي ... وأخٌ غنيتُ بهِ عن الأخوانِ
الله يجزيك الذي لم يجزِهِ ... شكري ولم يبلغ مداهُ لساني
وقال أيضاً:
من شاكرٌ عنِّي الخليفةَ في الذي ... أولاه من طول ومن إحسانِ
حتَّى لقدْ أفضلتُ من أفضالهِ ... ورأيتُ نهج الجُّود حين رآني
ملأت يداه يدي وشرَّد جودهُ ... بخلي فأفقرني كما أغناني
ووثقتُ بالخلف الجميل معجلاً ... منه فأعطيتُ الذي أعطاني
وقال علي بن الرومي:
وفي الرِّقاب وسومٌ من صنائعكم ... إنْ أنكرتها رجالٌ بعد إقرارِ
تستعبدونَ بها الأحرارَ دهرَكمُ ... وكم عبيدٍ لكم في النَّاسِ أحرارِ
لكم علينا امتنانٌ لا امتنان بهِ ... وهل تمنُّ سمواتٌ بأمطارِ
كأنَّما النَّاسُ في الدُّنيا بظلّكمُ ... وقد خيَّموا بين جنَّاتٍ وأمطارِ
وقال أبو تمام الطائي:
ومن الرزيَّة أن شكري صامتٌ ... عمَّا فعلتَ وإن برَّكَ ناطقُ

الصفحة 87