كتاب المنتحل

لقد زدتَ أوضاحي امتداداً ولم أكنْ ... بهيماً ولا أرضى من الأمرِ مجهلا
ولكن أيادٍ صادفتني جسامُها ... أغرّ فأوفتْ بي أغرّ محجلا
وقال أيضاً:
كم نعمةٍ زيَّنتني بسموطها ... كالعقدِ في عنُقِ الكَعاب الناهدِ
غادرتها كالسور عوليَ سمكهُ ... مضروبةً بيني وبين الحاسدِ
وقال أيضاً:
أأُقنّعُ المعروفَ وهو كأنّه ... بدرُ الدجى إني إذاً للئيمُ
وقال أيضاً:
أشكرُ نُعمى منك معروفةً ... وكافرُ النعمةِ كالكافرِ
وقال عليٌّ بن الروميّ:
سأُثني بنعماك التي لو جحدتها ... لأثنتْ بها مني شواهدُ لا تخفى
وقال البحتري:
فلو أن أعضائي تحولنَ ألسُناً ... بشكر الذي أوليتَ لم توفِ حقَّهُ
وقال أيضاً:
أخجلتني بندي يديْك فسوَّدتْ ... ما بيننا تلك اليدُ البيضاءُ
وقطعتني بالبرِّ حتَّى أنني ... متخوفٌ أن لا يكون لقاءُ
صلةٌ غدتْ في النَّاس وهي قطيعةٌ ... عجبٌ وبرٌّ راحَ وهو جفاءُ

الصفحة 89