كتاب المنتحل

وقال أيضاً:
فأحسنُ ما قال امرؤٌ فيك دعوةٌ ... تلاقتْ عليها نيةٌ وقبولُ
وشكرٌ كأنَّ الشمسَ تعنى بنشرهِ ... ففي كلِّ أرضٍ مخبرٌ ورسولُ
يُبينانِ عرف العُرف حتَّى كأنما ... يؤَرق في يوم الشمال شمولُ
وكم لك نُعمى لو تصدَّى لشكرها ... لسانٌ معدٍّ لاعتراه نكولُ
أُكلف نفسي أن أقابل عفوها ... بجهدي وهل يجزى الكثيرَ قليلُ
فإن أنا لم أصدعْ بشكرك إنني ... وحاشايَ من خلْق البخيل بخيلُ
وقال أيضاً:
بي فضلهُ إن اغتدى غيرَ شاكرٍ ... لأنعمهِ أو يغتدي غيرَ منعمِ
وما استعبدَ الحرّ الكريم كنعمةٍ ... ينال بها عفواً ولم يتكلمِ
سأُثني وإن لم يبلغ القولُ مبلغاً ... فإنَّ لسان الحال ليس بأعجمِ
ولو أن شكراً مدُّ صوت لشاكرٍ ... لأسمعتُ ما بين الحطيم وزمزمِ
وقال أبو القاسم الزعفراني:
لقد أعتقني نعمةٌ منك أطلقتْ ... يميني بعد اليأس من قَدِّ موثقِ
فإنْ أنتسب كان انتسابي إلى أبي ... وكان ولائي بعد ذاكَ لمعتقي
وقال عبد الصمد بن بابك:
وكم كسرٍ جبرتَ فكان طوقاً ... على نحرِ الدعاءِ المستجابِ
وقال البحتري:
أبلغْ أبا الحسنِ الذي لبس النَّدى ... للخاطبين فكان خيرَ لباسِ
مهما نسيتَ فلستُ للحسنِ الذي ... أوليتَ من قدم الزمانِ بناسي
ولئن أطلتُ البعد عنك فلم تزلْ ... نفسي إليك كثيرة الأنفاسِ

الصفحة 91