كتاب المنتحل

بأني نلتُ من مضرٍ وخبَّت ... إليك شكيتي خبب الجوادِ
وما ربع الأذى مني بربعٍ ... ولا نادي الخنا مني بنادي
وأين يجورُ عن قصدي لساني ... وقلبي رائحٌ بهواك غادي
ومما كانت الحكماءُ قالتْ ... لسانُ المرءِ من خدم الفؤادِ
وقال أيضاً:
أتاني مع الركبانِ ظنٌّ ظننتهُ ... لففتُ له رأسي حياءً من المجدِ
لقد نكب الغدرُ الوفاء بساحتي ... إذاً وسرحتُ الذمَّ في مسرح الحمدِ
كريمٌ متى أمدحْهُ أمدحه والورى ... معي ومتى ما لمته لمتهُ وحدي
أأمنح هجر القول من إن هجوتهُ ... إذاً لهجاني عنه معروفهُ عندي
وقال أيضاً:
لقد جازيتُ بالإحسان سواءً ... إذاً وصبغتُ عرفك بالسوادِ
ورحت أسوقُ عنه الكفر حتَّى ... أنختُ الشرك في دار الجهادِ
وقال المؤمَّل بن أميل:
إذا مرضتمْ أتيناكم نعودكمُ ... وتذنبون فنأتيكم ونعتذرُ
وقال إبراهيم بن العباس الصولي:
ورُبَّ أخٍ ناديتهُ لململةٍ ... فألفيتهُ منها أحدَّ وأعظما
وقال أيضاً:
وكنتَ أخي بإخاءِ الزمانِ ... فلما نبا صرتَ حرباً عوانا
وكنتُ أذمُّ إليك الزمانَ ... فأصبحتُ منك أذمُّ الزمانا

الصفحة 99