كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

الخطأ الفاحش، وأبدوا فيه، وأعادوا، وقال بعضُهم: هو بَيِّنُ الانتقاض.
وقال الذي ينقُضُ قولهُ: إن في الكلام شيئاً كثيراً يشتركُ فيه المذكر والمؤنثُ لا تثبُت فيه الهاءُ في المؤنث؛ نحو قولهم: بَعِير ضامرٌ، وناقةٌ ضامرٌ، وبعير ساعِلٌ، وناقة ساعِلٌ. قال: فلو كان على ما ذكر الفراءُ لوجب أن يُقال: ناقة ضامِرة وساعِلة؛ لأن السعال يشترك فيه المذكرُ والمؤنثُ.
وقال فريق منهم: الذي يَنقُضُ على الفراءِ قوله أن العرب تقول: طلقتْ جاريتُك، وحاضت هندٌ، فيُدخلون هاء التأنيث في هذين الفعلين وفيما أشبههما، ولا حظَّ للرجال فيهن، فلو كان على ما ذكر الفراء لوجب أن يقال: طلق جاريتُك، وحاض هندٌ، وطمث جُملٌ؛ لأن الرجال لا حظ لهم في هذه الأفعال.
وقال آخرون منهم: الذي ينقُضُ على الفراء قوله إسقاطهم الهاء مما يشتركُ فيه الرجالُ والنساءُ، فمن ذلك قولهم: غلام بالغٌ، وجاريةٌ بالغٌ، ورجل أيمٌ، وامرأةٌ أيمٌ. والأيمُ من النساء: التي لا زوج لها.
والأيمُ من الرجال: الذي لا امرأة له.

الصفحة 131