كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

للفراء في قوله بالحجج التي قدمناها أخطئوا من حيثُ لا يشعرون؛ وذلك أنهم ظنوا أن قول العرب: بعيرٌ ضامرٌ وناقةٌ ضامرٌ وبعير ساعلٌ، وناقةٌ ساعلٌ يلزمُ الفراءُ به أن يقولَ: رجل قائمٌ، وامرأة قائمٌ، وهذا خطأ منهم؛ لأن الهاء التي في الناقة لا تُوجِبُ التأنيث الحقيقي، وذلك أن نجدُ مِثلَ الناقةِ تكونُ فيها هاء التأنيث وهي واقعةٌ على المذكرِ. من ذلك "الشاة" تقع على المذكرِ والمؤنث، وفيها علامةُ التأنيث، و"الأروية" تقع على المذكرِ والمؤنثِ وفيها علامةُ التأنيثِ قائمةٌ، وكذلك "العظاءة" حكى هشامُ بن مُعاوية: رأيت عظاءةً على عظاءةٍ، والجدايةُ تقع على المذكرِ والمؤنثِ. قال الشاعر:
يُريحُ بَعدَ النفسِ المحفوزِ ... إراحة الجدايةِ النفوزِ

الصفحة 133