كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

سَفَر عن وجهه، وامرأةٌ سافِرٌ، ورجُلٌ أيِّمٌ، وامرأةٌ أيِّمٌ، ورجُلٌ عاشقٌ، وامرأةٌ عاشقٌ، فلا يدخلون الهاء في نعت الأنثى، وهو نعتٌ يشترك فيه الرجالُ والنساءُ فأخطئوا.
هذا الاحتجاجُ لا يلزمُ الفراء منه شيءٌ؛ لأن بالِغا وسافِرا وعاشِقا نُعوتٌ مذكرةٌ وُصِف بهن الإناثُ، فلم يؤنثن؛ إذ كان أصلُهن التذكير.
والدليل على أن أصلَهن التذكيرُ أن الرجال يُوصفون بهذه الأوصاف أكثر مما يُوصفُ بهن النساءُ، وذلك أن قولهم: رجلٌ سافِرٌ أكثرُ من قولِهم: امرأة سافِرٌ، وقولُهم: رجُلٌ بالِغٌ أكثرُ من قولهم: امرأةٌ بالغٌ؛ لأنهم إذا أرادوا أن يصفوا المرأة بهذا قالوا: امرأةٌ "مُعصِرٌ"، فلا يُدخلُون الهاء في "مُعصِر"؛ لأنه لا حظ للرجال فيه، ويقال: قد أعصرت المرأةُ، إذا أدركت. أنشد الفراءُ لعمر بن أبي ربيعة:
قلت: أجيبي عاشقا ... بحُبِّكُم مُكلفٌ
فيها ثلاثٌ كالدمى ... وكاعبٌ ومُسلفُ

الصفحة 137