كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

قال أبو بكر: وهذا كله عندي خطاء؛ لأنا لو قلنا: هند حائضٌ ونحن نريد: هند شخصٌ حائضٌ، وشيءٌ حائضٌ للزمنا أن نقول: هندٌ قائم، وجُعلٌ جالسٌ على معنى: هندٌ شخصٌ قائمٌ، وجُملٌ شيء جالسٌ، وفي إجازة هذا خروجٌ عن العربية.
وقال الفراءُ: يلزم من قال: حائضٌ وصفٌ لشيءٍ أن يقول: هذه امرأةٌ جالس ولا يقولُ: (هذه) بل يقول: هذا، وقال الفراءُ: يلزمه أن يقول: الحائضُ يحيض على معنى الشخص يحيض، وقال: لم نجد لهذا القول مذهبا.
قال أبو بكر: ولو قلنا أيضاً: زيدٌ نُكحةٌ، ونحن نريد زيد نسمةٌ نكحةٌ للزمنا أن نقول: زيد قائمة على زيد نسمة قائمة، وهذا كلُّه محالٌ.
ومذهب الفراء في نُكحةٍ وفي كلَّ نعتٍ لمذكرٍ دخلته هاءُ التأنيث أنه لا يخلو من أن يكون مدحاً أو ذماً. فإن كان مدحاً فهو مشبه بالداهية، وإن كان ذماً فهو مشبه بالبهيمة.
واحتج بعضهم لسيبويه بقول الله تبارك وتعالى: (فلمَّا رأى الشمس بازغةً قال: هذا ربي)، فقال: الشمسُ مؤنثةٌ أشار إليها

الصفحة 145