كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

بالتذكير، ولم يُشر بالتأنيث، فيقول: هذه ربي؛ لأن المعنى: قال: هذا النور ربي، وهذا الضياء ربي، فلما ذكَّر الشمس وهي مؤنثة، وأشار إليها بالتذكير على معنى النور جاز أن تقول: هندٌ قائمٌ فتذكرَ اسماً مؤنثاً، ثم تَرجِعُ إلى معنى الشخص.
وهذا احتجاج فاسد؛ لأن (هنداً) اسمٌ لمؤنثٍ حقيقيِّ التأنيثِ، والشمس ليس تأنيثُها تأنيثاً حقيقياً؛ لأنها من غير الحيوان، وكل ما كان من غير الحيوان فلا حقيقة لتأنيثه.
ألا ترى أنه جائز أن يُقال: موعظتُك يُعجبني على معنى وعظُك يُعجبني، ولا يجوز: جاريتُك يُكرمُني على معنى: عَبدُك يُكرمني، واحتج أيضاً بقول عُروةَ بن حزام:
فعفراءُ أرجى الناس عندي مودةً ... وعفراءُ عني المُعْرِضُ المتواني
فقال: معناه: وعفراء عني الشخصُ المعرِضُ، وهذا غير جائز عند الكوفيين، وقالوا: إنما ذكَّر (المعرض)؛ لأنه أراد التشبيه، وعفراءُ عني مثلُ المعرض، والمؤنث قد يُشبه بالمذكر، وكذلك المذكر يُشبَّه بالمؤنث

الصفحة 146