كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

التي قعدت عن الحيض، فلا يُدخِلُونَ الهاء في هذا النعتِ؛ لأنه لا حظٌ للرجال فيه، وكذلك يقولون: امرأة قاعدٌ، إذا أرادوا أنها قعدت عن الولد، ويئست منه، فهذا وصفٌ لا يكونُ إلا للنساء، ولا يُحتاجُ فيه إلى علامةِ التأنيث. قال حُميد بن ثور:
إزاءُ معاشٍ ما يزالُ نطاقها ... شديداً وفيها سؤرةٌ وهي قاعدُ
فذكَّر؛ لأن المعنى: وهي قاعدٌ عن الولد والحيض. والسؤرة: البقية من الشباب، فلو كان على ما قاله سيبويه والأخفشُ لوجب أن يقال: هندٌ قاعدٌ على الأرض، بمعنى جالسة، وهند قاعدٌ عن الولد، فيُسوى بين هذين النعتين؛ لأنهماوصفان لشخصٍ وشيء، أو يكونُ معناهما: هي ذاتُ قُعود على الأرض وذات قُعود عن الحيض، ففرقُ العربِ بين هذين المعنيين يدل على صحةِ قول الفراء.

الصفحة 149