كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

الفعل والمدة المجهولة لا صورة لها من الفعل. فالمدةُ الأصلية مدةُ القضاء والدعاء والكساء؛ لأن القضاء وزنه من الفعل الفعالُ، والكساءُ وزنُه الفِعال، والدعاءُ وزنهُ الفُعال. والأصلُ فيهن: القضاي والدعاو، والكساو؛ لأنهن من قضيتُ، ودعوت، وكسوت، فلما وقعت الواوُ والياءُ بعد ألفٍ ساكنةٍ، والألفُ لا تخلو من أن تكون قبلها فتحةٌ، فكانت وهي ساكنةٌ بمنزلة حرفٍ مفتوح، فوجب أن تصير الواو والياء في الدعاو والقضاي ألفاً، ثم تسقط الأولى لسكونها وسكون الألف الثانية، فكرهوا أن يفعلوا ذلك، فيلتبس القضاءُ وهو الفعال بالفعل؛ كقولك؛ العمى والعشا، والجلا، فلما بطل ذلك نظروا إلى أقرب الأشياء من الياء والواو والألف فإذا هو الهمز، فهمزوا.

الصفحة 195