كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

ألا ترى أن قائمةً على بناء قائم، وحمراء ليست على بناء أحمر، وعطشى وسكرى ليستا على بناء عطشان وسكران.
وأما الألفُ والتاءُ فإنها علامةٌ لجمع المؤنث بمنزلة الواو النون للمذكر وتكون للجمع القليل؛ كقولك: الهنداتُ والدعداتُ والجُمْلاتُ والزينبات، وربما كانتْ في الجمع الكثير. قال حسان - رحمه الله-:
لنا الجفناتُ الغُر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فالجفناتُ ههنا معناها الكثرةُ؛ لأنه لم يُرِدْ أن لنا جفناتٍ قليلةً؛ لأنه لو أراد ذلك لم يكن مبالغاً في المدح. وقرأت القراء: (وصل عليهم إن صلواتك سكنٌ لهم). فليس معنى الصلوات القلةُ. إنما معناها الكثرةُ.
وأما نون التأنيثِ فهي النون الثانيةُ في هن وأنتن. والنون الأولى أُدخلتْ؛ لأن سبيل نون التأنيث ألا يكون قبلها إلا حرفٌ ساكنٌ.

الصفحة 203