كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

وأما التاءُ التي تكون علامة التأنيثِ في الفعل فهي التي كون في أول المستقبل دالةً على الاستقبال رافعةً له؛ كقولك: تقومُ هندٌ، وتقعدُ جملٌ، وتكون في آخر الماضي ساكنةً؛ كقولك: قامتْ هندٌ، وقعدت جُمْلٌ. قال الفراء: إنما سكنتْ لكثرةِ الحركات: وذلك أنك تقولُ: قعدتْ، فتجدُ القاف متحركةً، والعين متحركةً، والدال متحركةً؛ فكرهوا أنْ يحركوا التاء، فيجمعوا بين أربعٍ حركاتٍ، والألف التي في قامتْ بمنزلة العين في قعدتْ؛ لأنها منقلبةً من الواو في قوُمت أو قوَمت، فهي بمنزلة حرفٍ متحرك، وكذلك مدتْ سكنوا التاء فيه؛ لكثرةِ الحركات؛ لأن الأصل في مدتْ: مددَتْ، وقال الكسائي:
إنما سكنوا التاء في قعدتْ، وقامتْ، وفي آخر كل فعلٍ ماض؛ لأنه لم يبق لها شيءُ من الحركات؛ وذلك أن الضمة لتاء المتكلم؛ كقولك: قمتُ، وقعدتُ، وجلستُ، والفتحة لتاء المخاطب؛ كقولك: قمتَ، وقعدتَ، وجلستَ. والكسرة لتاء المخاطبة كقولك قمتِ، وقعدتِ، وجلستِ فلما فُرِّقَتْ هذه الحركاتُ على هذه الثلاثِ

الصفحة 208