كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

فهذا البيتُ لا يوجبُ تذكير العنكبوتِ؛ وذلك أن المرمل ليس هو نعْتاً للعنكبوت في الحقيقة، وإنما هو نعتٌ للنسج خُفِضَ على الجوار للعنكبوت؛ كما قالوا: هذا جُحْرُ ضب خَرِبٍ، فخفضوا خربا على الجوار للضب، وهو في الحقيقة نعتٌ للجُحْرِ.
وأنشدنا أبو العباس:
تُريك سُنة وجه غير مطرفةٍ ... ملساء ليس بها خالٌ ولا ندبُ
أراد غير مقرفة؛ لأنه نعتٌ للسنة، فخفضه على الجوار للوجه، وكذا حكى الفراء بخفض (غير). قال الفراء: قلت لأبي ثروان، وقد أنشدني هذا البيت بخفض (غير): كيف تقول: تُريكَ سُنَّةً غير مُقْرِفةٍ؟ قال: تريك سنَّةً غيرَ مُقرفة قال: فقلت له: فأنشدْ، فخفض (غير). قال: فأعَدْتُ القَوْلَ عليه، فقال: الذي تقولُ أنت أجْودُ من الذي أقول أنا، وكان إنشاده على الخفض. وقال أبو النجم في تذكير العنكبوت:
مما يُسدى العنكبوتُ إذ خلا
وقال السجستاني: أظنه ذكر؛ لأن المعنى: إذ خلا الموضع أو المكان.

الصفحة 427