كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

فقد طال السير، كما قال جل وعز: (فمن جاءه موعظةٌ من ربه) فذكر الفعل؛ لأن المعنى: فمن جاءه وعظٌ من ربه.
والسُّرى: سيْرَ الليلِ دُونَ النهار، والسير يكون بالليل والنهار، ويقال: قد سرى القوم، وأسْرَوْا، وقد سريت وأسْريت. قال الله جل ثناؤه: (فأسْر بأهْلِكَ بِقِطْع من الليل)، فقرأ العراقيون: (فأَسْرِ بأهلك) بقطع الألف من أسريت، وقر المدنيون والمكيون فأسر بحذف الألف في الوصل من سريتُ. قال النابغة في سريت:
سرتْ عليه من الجوزاء ساريةٌ ... تُزجى الشمال عليه جامد البردِ
وأنشد أبو عبيدة للبيد:
فبات وأسْرَى القومُ آخرَ ليلهِمْ ... وما كان وقافاً بغير معصرِ

الصفحة 432