كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

وقال أبو هفان: أخبرني الجرمي عن أبي زيد قال: تقول العرب: بيننا سلم دماجٌ، أي سِلْمٌ محكمٌ فعالٌ من أدمج، إذا شد فتله.
وأخبرنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء، وحدثنا عبد الله قال: حدثنا يعقوب قالا: السلمُ: أنثى، واحتجا بقول الله تبارك وتعالى: (وإنْ جنحوا للسلم فاجنحْ لها) قالا: إن شئت جعلت الهاء للسلْم، وإن شئت جعلته لتأنيث الفعلة؛ كما تقول للرجل يَعُقَ أباه: لا يُفلح بعدها، أي بعد الفَعْلة. أنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء، وعبد الله قال: أنشدنا يعقوب:
فلا تضيقن إن السلم واسعةٌ ... ملساء ليس بها وعثٌ ولا ضيقُ
وقال السجستاني: السِّلْمُ والسَّلْمُ يُذكران ويؤنثان، وقال: سَمِعْتُ أبا زيد الأنصاري يقول: سمعت من العرب من يقول: (وإنْ جنحوا للسلْم فاجنُحْ له)، بضم النون، و (له) على التذكير، ولم يقل: لها. قال أبو بكر: وضم النون لغة معروفة.

الصفحة 485