كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 1)

بلغ الرجل أشده. يقال: هو الأشد، وهي الأشد، وقال الفراء في قول الله تعالى: (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) يقال: إن الأشد ها هنا هو الأربعون. قال: وسمعت بعض المشيخة يقول بإسناد وسمعت أن الاشد في غير هذا الموضع ثماني عشرة. قال: والأو أشبه بالصواب، لأن الأربعين أقرب في النسق إلى ثلاث وثلاثين منها إلى ثماني عشرة. ألا ترى أنك تقول: أخذت عامة المال أوكله فيكون أحسن من أن تقول: أخذت أقل المال أو كله، وقوله:
(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) فبعض ذا قريب من هذا، فهذا سبيل العرب، والثماني عشر لو ضم إلى الأربعين كان وجها.
وقال أبو عبيدة: بلغ أشده مجازه: إذا بلغ منتهى شبابه وجده وقوته من قبل أن يأخذ في النقصان. قال: وليس له واحد من لفظه.

الصفحة 596