كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 2)

بني فلان وذلك أن لاهاء لما ثبت في التكبير ثبت في التصغير.
فإذا كان (فَعِيلٌ) بمعنى فاعل وهو مما ليس للرجال فيه حظٌ كان بمنزلة طالق وحائض، فمن ذلك قولهم: ناقةٌ صفيٌّ، وأنيقٌ صفايا، إذا كُن غزارا، لم يُدخلوا الهاء في هذا النعتِ؛ لأنه لا حظ للذكر فيه، ومن ذلك قولهم: ناقةٌ بكيٌّ، إذا كانت قليلة اللبن، ويقال في الجمع: أينُقٌ بكاءٌ.
يقال: كانت غريرا فبكؤت، وبكأت بكئا. يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى شاة بكيء فحلبها، وقال سلامةُ بن جندل:
يُقالُ محبسها أدنى لمرتعها ... ولو تعادى ببكءٍ كُلُّ محلوب
وأنشد الفراء:
فليأزلن ويبكؤن لقاحه ... ويُعللن صبيه بسمار

الصفحة 17