كتاب المذكر والمؤنث (اسم الجزء: 2)

ركيّة أُخرى فتحمأ من الحمأة، فيصير مُنتنا، فيسيل إلى ماء العذبة، فيُفسده، فلا يشربه أحد، وقال الراجز:
يشربن ماء الآجن الضغيط ... ولا يعفن كدر المسيط
وقال الأصمعي: قد يأتي (فَعِيلٌ) في تأويل فاعل للذكر فيه حظٌّ، فيأتي بغيرِ هاءٍ. يقال: ناقةٌ سديسٌ، إذا ألقت سديسها، والجمعُ سدوسٌ، ويقال: بعيرٌ فتيقٌ، وناقةٌ فتيقٌ، أي تفتُقُ في الخِصب. يقال: فتقت تفتقُ فتقا. قال رؤبة:
لم ترجُ رسلاً بعد أعوام الفتق
ويقال: ثوب قشيبٌ، ومُلاءةٌ قشيب، إذا كانا جديدين، وإنما لم يُدخلوا هاء التأنيث في هذا، وللمذكر فيه حظ؛ لأن الناقة والملاءة ليس تأنيثهما تأنيثاً حقيقياً، وقد حكى الأصمعي أيضاً: امرأةٌ خليقٌ، إذا كانت

الصفحة 24