قال السيوطي (¬1): قال القرطبي (¬2): هذا الفضل من الله تعالى وهذه الفضيلة إنما تحصل لمن غلبه نوم أو عذر منعه القيام مع أن نيته القيام وظاهره أن له أجراً مكملاً مضاعفاً وذلك لحسن نيته وصدق تلهفه وتأسفه، وهو قول بعض شيوخنا، وقال بعضهم ويحتمل أن يكون غير مضاعف إذ التي يصليها أكمل وأفضل، والظاهر الأول (¬3).
قال السندي (¬4): قلتُ بل هو المتعين وإلا فأصل الأجر يكتب بالنية والله أعلم (¬5). فكل هذه الأحاديث وغيرها كثير تدل دلالة واضحة بينة على أن المعتبر في جزاء الأعمال إنما هو النيات والمقاصد، فهي الأساس الذي يدور عليه الثواب والعقاب والصحة واالفساد.
¬__________
(¬1) السيوطي الإمام عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمَّد الخضيرى ولد سنة 849 هـ وتوفي سنة 911 هـ هو من أشهر العلماء الجامعين للعلوم المكثرين من التأليف يقال أن مؤلفاته بلغت ستمائة مؤلف، ترجم لنفسه في كتابه حسن المحاضرة ج 1 صـ 142 - 144 مختصراً.
(¬2) القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر صاحب التفسير المشهور، إمام متقن متبحر في العلم له تصانيف مشهورة تدل على إمامته وكثرة إطلاعه ووفور فضله توفيَّ سنة 670 هـ. طبقات المفسرين ج 2 صـ 69.
(¬3) شرح السيوطي لسنن النسائي ج 3 صـ 260.
(¬4) السندي الإمام الشيخ أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي السندي الأصل والمولد نزيل المدينة، وكان شيخاً جليلاً محققاً ماهراً في الحديث والتفسير والفقه والأصول، وغيرها. توفي بالمدينة المنورة 1138 هـ. الأعلام ج 6 صـ 253.
(¬5) حاشية السندي على سنن النسائي ج 3 صـ 260.