كتاب موسوعة القواعد الفقهية (اسم الجزء: 1/ 1)

وتدوينها، حيث وجد أول كتاب في هذا الفن وهو يمثل بداية هذا العلم من ناحية التدوين.
أما بعد كتاب "تأسيس النظر" للدَّبُّوسي فلم أعثر على أي كتاب في هذا العصر؛ وكذلك في القرن السادس الهجري، اللهم إلا كتاب الإمام علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي (540 هـ) بعنوان "إيضاح القواعد" الذي ذكره صاحب هديّة العارفين (¬1) فإنه من المحتمل أن يكون ذلك الكتاب من قبيل هذا الموضوع.
ولا شك أن عدم العثور على المؤلفات لا يدل على انقطاع الجهود في هذه الحقبة المديدة، بل ينبغي أن يقال إنها طويت في لجة التاريخ أو ضاعت كما هو الشأن في كثير من الموضوعات.
أمَّا في القرن السابع الهجري فقد برز فيه هذا العلم إلى حد كبير، وإن لم يبلغ مرحلة النضوج. وعلى رأس المؤلفين في ذلك العصر: العلامة محمد بن إبراهيم الجاجرمي السّهلكي (613 هـ) (¬2)، فألف كتاباً بعنوان: "القواعد في فروع الشافعية" (¬3) ثم الإمام عزَّ الدين بن عبد السلام
¬__________
(¬1) هدية العارفين (6/ 90).
(¬2) هو معين الدين، أبو محمد بن إبراهيم، الفقيه الشافعي، كان إماماً مُبَرِّزاً، سكن نَيْسابور ودرس بها، وصنَّف في الفقه كتاب "الكفاية" وله كتاب "إيضاح الوجيز" أحسن فيه، ... انتفع به الناس وبكتبه خصوصاً: "القواعد" فإن الناس أكبّوا على الإشتغال بها، والجاجرمي - بفتح الجيمين وسكون الراء - نسبة إلى جاجرم، بلدة بين نيسابور وجُرجان، انظر: العماد الحنبلي: شذرات الذهب (5/ 56).
(¬3) انظر: ابن قاضي شُهبة: طبقات الشافعية (2/ 56).

الصفحة 71