كتاب تفسير المراغي (اسم الجزء: 15)

طافوا به، ومنه قوله «حافّين من حول العرش» وحففته بهم إذا جعلتهم حافين حوله، أكلها: أي ثمرها، ولم تظلم: أي لم تنقص، والنهر لغة فى النهر: وهو مجرى الماء العذب، ثمر: أي أنواع من المال يقال ثمر فلان ماله وأثمره: إذا نماه. قال الحرث ابن كلدة:
ولقد رأيت معاشرا ... قد أثمروا مالا وولدا
والصاحب: المصاحب لك، يحاوره: أي يجادله ويراجعه الكلام بالوعظ والدعاء إلى الإيمان بالله والبعث، والمراد من النفر الخدم والحشم والأعوان، أن تبيد: أي تفنى وتهلك، قائمة: أي كائنة متحققة، ومنقلبا: أي مرجعا وعاقبة، سواك: أي عدلك وكملك إنسانا، لكنا هو الله، أصل التركيب لكن أنا هو الله ربى (دخله نقل وحذف) لولا: حرف يفيد الحث على الشيء والتوبيخ على تركه، ما شاء الله: أي ماشاء الله كائن، حسبانا من السماء: أي مطرا عظيما يقلع زرعها وأشجارها، والصعيد: وجه الأرض وزلقا: أي تصير بحيث تزلق عليها الرجل والمراد أنها تصير ترابا أملس لا تثبت فيه قدم، والغور: الغائر فى الأرض الغائص فيها، طلبا: أي عملا وحركة لرده، وأحيط بثمره: أي أهلكت أمواله، يقال أحاط به العدو: إذا استولى عليه وغلبه، ثم استعمل فى كل إهلاك، ويقلب كفيه، هذا أسلوب فى اللغة يفيد الندامة والحسرة، فإن من تعظم حسرته يصفق بإحدى يديه على الأخرى متأسفا متلهفا، خاوية: أي ساقطة، يقال خوت الدار وخوت وخويت خيا وخويا: تهدمت وخلت من أهلها، والعروش: واحدها عرش وهى الأعمدة التي توضع عليها الكروم، منتصرا:
أي ممتنعا بقوة عن انتقام الله، عقبا: أي عاقبة.

المعنى الجملي
بعد أن أمر الله نبيه بصبر نفسه مع فقراء المؤمنين، وعدم طاعة أولئك الأغنياء من المشركين الذين طلبوا منه صلى الله عليه وسلّم طرد هؤلاء الصعاليك، وأن

الصفحة 147