كتاب ذم الدنيا

340 - قال أبو بكر: قرأت في كتاب داود بن رشيد بخطه: حدثني أبو عبد الله الصوفي، قال: قال إبراهيم بن أدهم:
إنما زهد الزاهدون في الدنيا اتقاء أن يشاركوا الحمقى، والجهال في جهلهم.
341 - وقرأت في كتاب داود أيضاً: وحدثني أبو عبد الله قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن أن عظني وأوجز فكتب إليه الحسن:
أما بعد: فإن رأس ما هو مصلحك ومصلح به على يديك: الزهد في الدنيا، وإنما باليقين، واليقين بالتفكر، والتفكر بالاعتبار، فإذا أنت فكرت في الدنيا لم تجدها أهلاً أن تبيع بها نفسك، ووجدت نفسك أهلاً أن تكرمها بهوان الدنيا، فإنما الدنيا دار بلاء ومنزل غفلة.
342 - وقرأت في كتاب داود بن رشيد، حدثني أبو عبد الله، قال: قال عيسى بن مريم:
طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً حتى يقتله.
343 - قال: وحدثني أبو عبد الله، قال: قال أبو المغيرة البصري:
لو أن عبداً شغل نفثة من نفثاته فأصاب بتلك النفثة الدنيا بما فيها كان هو المغبون في حاضرة القيامة.
344 - قال: وقال عيسى بن مريم:
يا معشر الحواريين ازهدوا في الدنيا تمشوا فيها بلا هم.
345 - قال: وقال عبد الله: قال أبو هاشم:
كانوا وإن كانت الدنيا في أيديهم كانوا فيها لله خزاناً، لم ينفقوها في -[147]- شهواتهم، ولا لذاتهم، كانوا إذا ورد عليهم حق من حقوق الله أمضوها فيه

الصفحة 146