كتاب ذم الدنيا

476 - قال أبو بكر: قيل لبعض الحكماء: من أعرف الناس بعيوب الدنيا؟
قال: أكثرهم للموت ذكراً.
قيل: فلم نكره الموت؟ قال: لإيثاركم الدنيا.
قيل: متى يحكم على العبد بالغفلة؟ قال: إذا ركن إلى الدنيا.
قيل: متى يذهب منا الحكمة والعلم؟ قال: إذا طلب بهما الدنيا.
قيل: ما الذي يمنع من طلب الآخرة؟ قال: حب الدنيا.
قيل: ما علامة ترك الدنيا؟ قال: طلب الآخرة.
قيل: الدنيا لمن هي؟ قال: لمن تركها.
قيل: الآخرة لمن هي؟ قال: لمن طلبها.
477 - قال أبو بكر: قال بعض الحكماء:
الدنيا دار خراب، وأخرب منها قلب من يعمرها، والجنة دار عمران، وأعمر منها قلب من يطلبها.
478 - حدثني الحارث بن محمد العمي، عن أبي الحسن القرشي، قال: قال رجل من الأنصار: صغر فلان في عيني لعظم الدنيا في عينه، كان يرد السائل ويبخل بالنائل.
479 - حدثني الحارث بن محمد، عن أبي الحسن القرشي، قال: قال أبو حازم:
من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء، ولم يحزن على بلوى.
أنشدني أبو عبد الله الكناني:
فتى قالت له الدنيا نل فلم ينل ... قذى العين منها عفة وتكرماً -[188]-
رجل جعل القرآن موقع طرفه ... فنفذ منها ما أحل وحرما

الصفحة 187