كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا

§دُعَاءُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
66 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَانِيُّ قَالَ: اسْتُودِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَدِيعَةً، فَاحْتَاجَ إِلَيْهَا فَأَنْفَقَهَا، فَجَاءَ صَاحِبُ الْوَدِيعَةِ يَطْلُبُهَا، فَقَامَ وَتَوَضَّأَ فَصَلَّى، ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: " يَا سَادَّ الْهَوَاءِ بِالسَّمَاءِ، وَيَا كَابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْمَاءِ، وَيَا وَاحِدُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ يَكُونُ، §أَدِعْنِي أَمَانَتِي فَسَمِعَ قَائِلًا يَقُولُ: خُذْ هَذِهِ فَأَدِّهَا عَنْ أَمَانَتِكَ، وَاقْصِرْ فِي الْخُطْبَةِ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِي "
67 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: -[57]- " §خَرَجَ قَوْمٌ غَزَاةً، وَخَرَجَ مَعَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَكَانَتْ صَائِفَةً، فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي السَّاقَةِ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَشْتَهِي جُبْنًا رَطِبًا فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: اسْتَطْعِمُوهُ يُطْعِمْكُمْ، فَإِنَّهُ لَقَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَدَعَا الْقَوْمُ فَلَمْ يَسْيِرُوا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى وَجَدُوا مِكْتَلًا مِخْيَطًا، كَأَنَّمَا أُتِيَ بِهِ مِنَ الرَّوْحَاءِ، فَإِذَا هُوَ جُبْنٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ كَانَ عَسَلًا؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: فَإِنَّ الَّذِي أَطْعَمَكُمْ جُبْنًا هَاهُنَا قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَكُمْ عَسَلًا، فَاسْتَطْعِمُوا يُطْعِمْكُمْ فَدَعَا الْقَوْمُ، فَسَارُوا قَلِيلًا، فَوَجَدُوا قَافِزَةَ عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا وَحَمِدُوا رَبَّهُمْ وَشَكَرُوا "

الصفحة 56