كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا

§دُعَاءُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ
125 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا قَوْمِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ صَعْصَعَةُ: فَشَتِ الْخَمْرُ فِي عَسْكَرِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَجَعَلَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ رَجُلٌ مِنَّا بَعَثَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَاشْتَرَى زِقًّا مِنْ خَمْرٍ وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَقْبَلَهُ خَالِدٌ كَفُّهُ لِكَفِّهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: خَلٌّ، قَالَ: «§جَعَلَهُ اللَّهُ خَلًّا فَانْطَلَقَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَفَتَحُوهُ، فَإِذَا خَلٌّ كَأَجْوَدِ مَا يَكُونُ مِنَ الْخَلِّ»
§دُعَاءُ رَجُلٍ لِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ
126 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُصْعَبِ مُطَرِّفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، -[85]- أَنَّ §رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَوْدَعَ أَبَاهُ ثَمَانِينَ دِينَارًا، وَخَرَجَ يُرِيدُ الْجِهَادَ، وَقَالَ لَهُ إِنِ احْتَجْتَ فَأَنْفِقْهَا إِلَى أَنْ آتِيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: وَخَرَجَ الرَّجُلُ وَأَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ سَنَةٌ وَجَهْدٌ، قَالَ: فَأَخْرَجَهَا أَبِي فَقَسَمَهَا، فَلَمْ يَلْبَثِ الرَّجُلُ أَنْ قَدِمَ، فَطَلَبَ مَالَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: عُدْ إِلَيَّ غَدًا قَالَ: وَثَابَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَلَوِّذًا بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً، وَبِمِنْبَرِهِ مَرَّةً، حَتَّى كَادَ يُصْبِحُ، فَإِذَا شَخْصٌ فِي السَّوَادِ يَقُولُ لَهُ: دُونَكَهَا يَا مُحَمَّدَ قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا ثَمَانُونَ دِينَارًا قَالَ: وَغَدَا عَلَيْهِ الرَّجُلَ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ

الصفحة 84