كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 1)

شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلَاءِ يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا. فَجَلَسَ مَعَهُمْ".
وخرجه ابن المبارك في كتاب "الزهد" (¬1) وزاد فيه بعد قوله: "وَإِنَّمَا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا": "هَؤُلَاءِ أَفْضَلُ".
وخرج الطبراني (¬2) من حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قَلِيلُ الْفِقْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ".
وخرج البزار (¬3) والحاكم (¬4) وغيرهما بأسانيد متعدده مرفوعًا: "فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ" (¬5).
وفي "مراسيل الزهري" عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعُونَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ حُضْرِ (¬6) جَوادٍ مِائَةَ عَامٍ".
والآثار الموقوفة عن السلف في هذا كثيرة جدًّا:
فروي عن أبي هريرة وأبي ذر قالا: "البَابُ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُل أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا" (¬7).
وخرجه ابن ماجه (¬8) من حديث أبي ذر مرفوعًا.
¬__________
(¬1) برقم (1388).
(¬2) في "الأوسط" (8698). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن رجاء بن حيوة إلا إسحاق أبو عبد الرحمن، تفرد به الليث. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 173 - 174) وقال: غريب من حديث رجاء، تفرد به إسحاق بن أسيد، ولم يروه عن رجاء إلا ابنه.
(¬3) في "المسند" كما في "كشف الأستار" (139).
(¬4) في "المستدرك" (1/ 92 - 93). وصححه.
(¬5) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 211 - 212). من حديث حذيفة وقال أبو نعيم: لم يروه متصلاً عن الأعمش، إلا عبد الله بن عبد القدوس، ورواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن مطرف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من دون حذيفة، ورواه قتادة وحميد بن هلال عن مطرف من قوله.
(¬6) حضر -بالضم-: العَدْو. "النهاية" (1/ 398).
(¬7) أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (115)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (51). وقال الهيثمي في "المجمع" (1/ 124): رواه البزار، وفيه بلال بن عبد الرحمن الحنفي، وهر متروك.
(¬8) برقم (219).

الصفحة 35