كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 2)

وقال غيره من الحفاظ: لا أعلم له علة.
وخرج الترمذي (¬1) من حديث عائشة "أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (¬2)، وعن قوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬3)، فَقَالَ: هذه (معاتبة) (¬4) الله العبد بها يصيبه من الحمي، والنكبة، حتى البضاعة يضعها في جيب قميصه فيفقدها فيفزع لذلك، حتى إِنَّ العبد ليخرج من ذنوبه، كما يخرج التبر الأحمر من الكير".
وقال: حسن غريب.
وخرج ابن أبي الدُّنْيَا (¬5) من حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الحمى و (المليلة) (¬6)، لا تزالان بالمؤمن، وإن ذنبه مثل أحد، فما تدعانه وعليه من ذنبه مثقال حبة من خردل".
وخرجه الإمام أحمد (¬7)، وعنده: "إِنَّ الصداع والمليلة".
وخرج الطبراني (¬8) من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا جَزَاءُ الْحُمَّى؟ قَالَ: «تَجْرِي الْحَسَنَاتُ عَلَى صَاحِبِهَا، مَا (اخْتَلَجَ) (¬9) عَلَيْهِ قَدَمٌ، أَوْ ضَرَبَ عَلَيْهِ عِرْقٌ». فَقَالَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُمَّى لَا تَمْنَعُنِي خُرُوجًا فِي سَبِيلِكَ، وَلَا خُرُوجًا إِلَى بَيْتِكَ، وَلَا إِلَى مَسْجِدِ نَبِيِّكَ".
قال: فلم يمس قط إلا وبه الحمى!
¬__________
(¬1) برقم (2991).
(¬2) البقرة: 284.
(¬3) النساء: 123.
(¬4) في "الأصل": متابعة، والمثبت منا "سنن الترمذي".
(¬5) في "المرض والكفارات" (223).
(¬6) المليلة: حرارة الحمى ووهجها. "النهاية" (4/ 362).
(¬7) (5/ 198).
(¬8) في "المعجم الكبير" (540)، و"الأوسط" (445). قال الهيثمي في "المجمع" (2/ 305): رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين.
(¬9) أصل الاختلاج: الحركة والاضطراب "النهاية" (2/ 60).

الصفحة 375