كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 2)

فَقَالَ: "نعم، صغارُهم دَعَامِيص (¬1) الجنة، يتلقَّى أحدهم أباه- أو قال: أبويه -فيأخذ بثوبه- أو قال: بيده- كما آخُذ أنا بصَنِفَة (¬2) ثوبك، فلا يتناهى -أو قال: ينتهي- حتى يُدخله الله وأباه الجنة".
وخرَّج النسائي (¬3) من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ الجَنَّة. قَالَ تَعَالَى لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ. فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَانَا. فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَبَوَاكُمْ".
وخرَّج الإمام أحمد، وابن ماجه (¬4) من حديث معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفسي بيده، إِنَّ السقط ليجُرُّ أمُّه بسرَرِه (¬5) إِلَى الجنة، إذا احتسبته".
وخرَّج الإمام أحمد، وابن ماجه (¬6) أيضاً من حديث عتبة بن عبدٍ السُّلمي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل" وفي رواية للإمام أحمد (¬7): "إِنَّ الله تعالى يقول للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنّة.
فيَقُولُونَ: يا رب، حتى يدخل آباؤنا وأمَّهاتنا. قال: فيأبون، فيقول الله -عز وجل-: ما لِي أراهم مُحبنطئين (¬8) ادخلوا الجنة. فيَقُولُونَ: يا رب، آباؤنا. فيقول: ادخلوا
¬__________
(¬1) الدعموص: الدخال في الأمور: أي أنهم سياحون في الجنة، دخالون في منازلها لا يمنعون من موضع، كما أن الصبيان في الدُّنْيَا لا يمنعون من الدخول عَلَى الحرم، ولا يحتجب منهم أحدًا "اللسان" (7/ 36).
(¬2) صنفة الإزار، بالكسر: طرته، ويقال: هي حاشية الثوب أي جانب كان -قال الليث: الصنفة: قطعة من الثوب. وقال شمر: الصنف: الطرف الزاوية من الثوب وغيره. "اللسان" (9/ 198 - 199).
(¬3) برقم (1876).
(¬4) أحمد (5/ 241)، وابن ماجه (1609).
(¬5) كتب بالهامش: سرره جمع سرة.
(¬6) أخرجه أحمد (4/ 183)، وابن ماجه (1604).
(¬7)
(4/ 105).
(¬8) المحبنطئ: المتغضب المستبطئ للشيء. وقيل: هو الممتنع طلب، لا امتناع إباء. "اللسان" (7/ 272).

الصفحة 392