كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 2)

الجنة أنتم وآباؤكم" وروى الطبراني من حديث أنس نحوه، وزاد (¬1) فيه: يقال لهم في المرة الرابعة: "ادخلوا ووالديكم معكم، فيثب كلُّ طفل إِلَى أبويه فيأخذون بأيديهم، فيدخلونهم الجنة، فهم أعرف بآبائهم وأمهاتهم يومئذ من أولادكم الذين في بيوتكم".
وخرَّج الإمام أحمد (¬2)، والنسائي (¬3) من رواية {مُعَاوِيَةُ بْنُ} (¬4) قُرَّةَ، "أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتُحِبُّهُ؟ قَالَ: أَحَبَّكَ اللَّهُ كَمَا أُحِبُّهُ. فَمَاتَ فَفَقَدَهُ فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَمَا يَسُرُّكَ أَنْ لا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ عِنْدَهُ يَسْعَى يَفْتَحُ لَكَ؟» زاد الإمام أحمد: "فَقَالَ رجل: له خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم".
وخرَّج الطبراني، من حديث ابن عمر نحوه، ولكن قال فيه: (فَقَالَ له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَمَا تَرْضَى أَنْ يَكُونَ ابْنُكَ مَعَ ابْنِي إِبْرَاهِيمَ يُلاَعِبُهُ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ؟! قال: بَلى يا رسولَ الله». (¬5).
وفي المعنى أحاديثُ كثيرة جدًّا، وقد كان الصحابة يرجون ذلك عند موتهم، كما روي عن أبي ذر "أنه لما حضرته الوفاة بكت أمُّ ذر، فَقَالَ لَهَا: أَبْشِرِي وَلا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثة، فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا» (¬6) وقد مات لنا ثلاثة من الولد".
والحديث الَّذِي قبله يدل عَلَى أنَّ أطفال المسلمين الموتى يلعبون تحت ظل العرش، وفي حديث {أبي هريرة} (¬7): "أنهم دعاميص الجنة"
¬__________
(¬1) تكررت بالأصل.
(¬2) في "المسند" (3/ 436)، (5/ 34، 35).
(¬3) في "السنن" برقم (1869).
(¬4) سقط من الأصل، والمثبت من "المسند".
(¬5) ذكره الهيثمي في "المجمع" (3/ 10) وقال: رواه الطبراني في "الكبير" من حديث إبراهيم ابن عبيد في التابعين -وهو ضعيف- وبقية رجاله موثقون.
(¬6) أخرجه ابن حبان (6671 - إحسان)، والحاكم (3/ 388) ولفظهما قريب من لفظ المصنف. وأخرجه أحمد (5/ 166) بنحوه. وليس عندهم جميعا: "وقد مات لنا ثلاثة من الولد.
(¬7) طمس بالأصل وقد سبق من رواية مسلم.

الصفحة 393