كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 2)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم
فصل في صدقة السر
وفي فضلها نصوصٌ كثيرة، فمن القُرآن قولُه: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (¬1).
ومن السنة حديث: "رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا، حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ" (¬2).
وحديث: «الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ» (¬3).
وحديث أنس: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الجِبَالَ ... " الحديث، وفي آخره: "قِيلَ: {فَهَلْ} (¬4) "مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ آدَمَ، يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ بِيَمِينِهِ فَيُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ" (¬5).
وحديث أبي ذر، وزاد: ثم شرع بهذه الآية: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} (1).
¬__________
(¬1) البقرة: 271.
(¬2) أخرجه البخاري (1423)، ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة.
(¬3) أخرجه أبو داود (1333)، والترمذي (2919) وقال: هذا حديث حسن غريب، والنسائي (3/ 225)، (5/ 80)، وأحمد (4/ 151، 158، 201) من حديث عقبة بن عامر.
(¬4) زيادة يقتضيها السياق.
(¬5) أخرجه الترمذي (3369)، وأحمد (3/ 124) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه.
الصفحة 437
814