كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 2)

وقال النقاش: إنّ هذه الآية نسخها قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ... } (¬1) الآية. انتهى ما ذكره.
ودعوى النسخ {ضعيفة} (¬2) جدًّا، وإنما معنى هذه الآية كمعنى التي قبلها أن النفقة تقبل سرًّا وعلانية.
وحُكي عن المهدوي أن قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} (¬3) رخّصت في صدقة الفرض عَلَى أهل القرابات المشركين.
قال ابنُ عطية: وهذا عندي مردود.
وحكي عن ابن المنذر نقل إجماع من يحفظ، أنه لا يُعطى {أهل} (¬4) الذِّمة من صدقة المال شيئًا.
قلتُ: رُوي عن ابن عمر أنه قال في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (¬5): إِنَّ المساكين أهل الكتاب. وإسنادُه لا يثبت.
وروى الثعلبي بإسناده عن سعيد بن سويد الكلبي يرفعه، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن الجهر بالقراءة والإخفاء. فَقَالَ: هي كمنزلة الصدقة {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (¬6).
وروى الثعلبي في تفسيره، عن أبي جعفر في قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} قال: هي الزكاة المفروضة {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} قال: يعني التطوع. هذا تفسير غريب. تم.
...
¬__________
(¬1) البقرة: 274.
(¬2) في الأصل: "ضعيف". والمثبت أنسب للسياق.
(¬3) البقرة: 272.
(¬4) ليست في الأصل، والصواب إثباتها.
(¬5) التوبة: 60.
(¬6) البقرة: 271.

الصفحة 439