كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 2)

أبي هُريرة، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، فَقَالَ: «اضْرِبُوهُ»، فَضَرَبُوهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ». وفي رواية له أيضاً (¬1) «لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ» وخرّجه النسائي (¬2) بمعناه. وزاد "ولكن قولوا: رحمك الله" وخرَّجه أبو داود (¬3)، وعنده: "ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
وخرَّج البخاري أيضاً (¬4)، من حديث عُمر بن الخطاب، أنَّ رجلاً كان عَلَى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارًا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك منه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جلده في الشراب فأُتي به يومًا، فأمر به فجلد، فَقَالَ رجلٌ من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يُوتي به، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: «لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».
تم، وصلى الله علي سيدنا محمد.
¬__________
(¬1) برقم (6781).
(¬2) في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف (10/ 474).
(¬3) برقم (4478).
(¬4) برقم (6780).

الصفحة 645