كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

الباب الرابع فيما ورد في استقرار خيار أهل الأرض في آخر الزمان بالشام وأن الخير فيها أكثر منه في سائر بلاد المسلمين
قد سبق حديث: "أنها صفوة الله من بلاده، يسوق إليها خيرته من عباده".
خرَّج الإمام أحمد (¬1) وأبو داود (¬2) واللفظ له من حديث قتادة، عن شهر ابن حوشب، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ أَلْزَمهم مُهَاجرِ إِبْرَاهِيمَ، وَتَنْفِي الأرْض شِرَار أهْلِها تَلْفِظَهُمْ أَرْضُهُمْ (¬3)، وَتَقْذَرُهُم (¬4) نَفْسُ الرَّحْمَنِ، وَتَحْشَرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ».
وعند الإمام أحمد (¬5): "ينحاز الناس إِلَى مهاجر إبراهيم".
وعنده في ذكر النار: "تبيت معهم إذا باتوا، تقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تَخَلَّف" (5).
وخرّجه نعيم بن حماد في كتاب "الفتن" (¬6) وعنده: "وتحشرهم نار من
¬__________
(¬1) (2/ 209).
(¬2) برقم (2474).
(¬3) في "سنن أبي داود" أرضوهم - بالجمع.
(¬4) تَقْذُرهم: تكرههم أي تكره خروجهم إِلَى الشام ومقامهم بها يقال: قِذرت الشيء أقذرُه إذا كرهته. النهاية (4/ 28).
(¬5) (2/ 199).
(¬6) برقم (1767).

الصفحة 195