كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

وقال الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال الله -عز وجل-: "يا شام، أنت خيرتي من بلادي، أسكنك خيرتي من عبادي".
وعن وهب بن منبه قال: "إني لأجد ترداد الشام في الكتب، حتى كأنه ليس لله حاجة إلا بالشام".
وعن كعب قال: "أَحَبّ البلاد إِلَى الله: الشام، وأحب الشام إِلَى الله القدس، وأحب القدس: جبل نابلس، ليأتين عَلَى الناس زمان يتماسحونه بالحبال بينهم".
وعن كعب وروى أبو المهدي عن أبي [الزاهرية] (¬1) عن الصنابحي يرفعه، قال: "أوصى الله إِلَى الشام: إنك واري، وقراري، وأنت [الأندر] وأنت منبت أنبيائي، وأنت موضع قدسي، وأنت موضع موطئي، وإليك أسوق [خيري] (¬2) من خلقي، وإليك محشر عبادي، ولم تزل [عيني] (¬3) عليك من أول يوم من الدهر إِلَى آخر يوم من الدهر بالظل والمطر، وإذا عجز أهلك المال لمن يعجزهم الخبز والماء.
وروينا في كتاب "فضائل الشام" (¬4) للربعي بإسناده عن يونس بن حلبس قال: "أشرف عيسى -عليه السلام- عَلَى الغوطة، فَقَالَ: يا غوطة، إن عجز الغني أن يجمع منك كنزًا، لم يعجز المسكين أن يشبع منك خبزًا".
وروى خالد الخراساني، حدثنا جسر - هو ابن الحسن - عن الحسن قال: "خيار أهل الشام خير من خياركم، وشرار أهل الشام خير من شراركم، قالوا: ولم تقول هذا يا أبا سعيد؟ قال: لأنّ الله -تعالى- يقول: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71].
¬__________
(¬1) في الأصل: "الراهويه" والتصويب من تاريخ دمشق.
(¬2) كذا بالأصل وفي تاريخ دمشق: "خيرتي".
(¬3) ما بين المعقوفتين من تاريخ دمشق.
(¬4) برقم (64).

الصفحة 202