كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

[الأعراف: 137] يقول: مشارق الشام ومغاربها.
وكذا قال زيد بن أسلم وقتادة وسفيان.
وقال السدي في قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأنبياء: 81] قال: أرض الشام.
قال الوليد بن مسلم: حدثنا زهير بن محمد، قال: حدّثت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله -تعالى- بارك ما بين العريش [والفرات] (¬1) وخص فلسطين بالتقديس" يعني: التطهير.
ورُوي عن كعب قال: إن الله تعالى بارك في الشام من الفرات إِلَى العريش.
وعنه قال: بارك الله في أرض الشام من الفرات إِلَى العريش، وخص بالتقديس من أرض حمص إِلَى رفح.
وعنه أنَّه جاء إِلَيْهِ [رجل] (¬2) فَقَالَ: إني أريد الخروج أبتغي من فضل الله، قال: عليك بالشام؛ فإنَّه ما ينقص من بركة الأرضين يزاد بالشام (¬3).
وقال عقبة بن وساج عمن حديثه قال: ما ينقص من الأرض شيء يزاد في الشام، وما ينقص من الشام يزاد في فلسطين.
وقال سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا أبو عبد الملك الجزري قال: إذا كانت الدُّنْيَا في بلاء وقحط كان الشام، في رخاء وعافية، وإذا كان الشام (¬4) في بلاء وقحط كان بيت المقدس في رخاء وعافية.
وقال: الشام مباركة، وفلسطين مقدسة، وبيت المقدس قدس القدس.
ويروي عن كعب قال: قدس ميسرة الشام مرتين وقدست سائر الشام مرة واحدة.
¬__________
(¬1) في الأصل: الفراة والمثبت هو الصواب.
(¬2) زيادة من "تاريخ دمشق" (1/ 144).
(¬3) روى هذه الآثار عن كعب ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 144).
(¬4) في "تاريخ دمشق" (1/ 144) كانت فلسطين في رخاء وعافية، وإذا كانت فلسطين في ... ".

الصفحة 223