كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

وعن ثور بن يزيد قال: قدس الأرض الشام، وقدس الشام فلسطين، وقدس فلسطين: بيت المقدس، وقدس: بيت المقدس الجبل، وقدس الجبل: المسجد، وقدس المسجد: القبة.
واعلم أن البركة في الشام تشمل البركة في أمور الدين والدنيا، ولهذا سميت: الأرض المقدسة.
قال -تعالى- حاكيًا عن موسى -عليه السلام-: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 21].
ولما "قال النبي صلّى الله عليه وسلم لأبي ذر: كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: أنطلق إِلَى الشام والأرض المقدسة المباركة".
وقد خرّجه الإمام أحمد (¬1) وغيره. وفي رواية الإمام أحمد (¬2) قال: "الحق بالشام؛ فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر وأرض الأنبياء".
وكتب أبو الدرداء إِلَى سلمان: هلمَّ إِلَى أرض الجهاد.
قال قتادة: الأرض المقدسة: أرض الشام.
وقال عكرمة والسدي: هي أريحا.
وقال الكلبي: دمشق وفلسطين، والمراد بالمقدسة المطهرة من الشرك وتوابعه، ولذلك كانت أرض الأنبياء.
قال ضمرة بن ربيعة: سمعت أنَّه لم يبعث [نبي] (¬3) إلا من الشام، فإن لم يكن فيها أُسري به إليها.
وروى الوليد بن مسلم، حدثنا عفير بن معدان، عن (سليم) (¬4) بن عامر،
¬__________
(¬1) (5/ 156).
(¬2) (6/ 457).
(¬3) زيادة من "تاريخ دمشق" (1/ 154).
(¬4) في الأصل "سالم"، والتصويب من تاريخ دمشق (1/ 154).

الصفحة 224