كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

عليه.
وقال سالم بن عبد الأعلى حدثنا أبو الأعيس القرني، وكان قد أدرك أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم قال "سئل عن البركة التي تدرك في الشام أين مبلغ حدّه؟ قال: أول حددوة عريش مصر، والحد الآخر جبل طرف الثنية، والحد الآخر: الفرات، والحد الآخر جبل فيه قبر هود (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال أبو حاتم بن حبان في صحيحه (¬2): أول الشام: بالس (¬3)، وآخره: عريش مصر.
ويروي عن معاذ بن جبل قال: أرض المقدسة ما بين العريش إِلَى الفرات.
ولكن إسناده لا يصح.
وقد دعا النبي صلّى الله عليه وسلم للشام بالبركة، ففي صحيح البخاري (¬4) عن عمران أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: وفي نجدنا؟ قال: هناك الزلزال والفتن، وبها -أو قال: منها- يخرج قرن الشيطان".
ولحديث ابن عمر طرق متعددة عنه، قد ذكرتها في شرح الترمذي، وخرج الطبراني من حديث ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلم معناه.
...
¬__________
(¬1) راجع للأهمية "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/ 758) والفتاوى (27/ 444).
(¬2) (16/ 295 - إحسان).
(¬3) هي بلدة بالشام شرق حلب عَلَى ستين ميلا منها، عندها يتحول مجرى الفرات من الجنوب إِلَى الشرق فتحها أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
(¬4) برقم (7094).

الصفحة 226