كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

فصل ومن بركات الشام الدينية
أن نور النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ولادته سطع إليها فأشرقت قصورها منه، فكان ذلك أول مبدأ دخول نوره - صلى الله عليه وسلم - الشام، ثم دخلها نور دينه وكتابه فأشرقت به وطهرت مما كان فيها من الشرك والمعاصي، وكمل بذلك قدسها وبركتها.
فخرج الإمام أحمد (¬1) والحاكم في صحيحه (¬2) من حديث العرباض بن سارية قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، سَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ (النَّبِيِّينَ) (¬3) يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا (أَضَاءَ) (¬4) مِنْهُ قُصُور الشَّام".
وخرج أبو القاسم البغوي نحوه من حديث فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلّى الله عليه وسلم.
وخرَّج الحاكم (¬5) أيضاً من حديث خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك ... فذكره.
وفي حديثه: "قصور بُصْرى من أرض الشام".
وقال: صحيح الإسناد.
وخرّجه الامام أحمد (¬6) من حديث خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن
¬__________
(¬1) (4/ 127).
(¬2) المستدرك" (2/ 418).
(¬3) في الأصل "المؤمنين" والتصويب من مصدري التخريج.
(¬4) في المصادر السابقة "أضاءت".
(¬5) في "المستدرك" (2/ 600).
(¬6) (4/ 184) مطولا.

الصفحة 229