كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

دمشق، هي خير مدائن الشام يوم الملاحم.
وروينا في كتاب "فضائل الشام" (¬1) للرَّبعي، من حديث واثلة بن الأسقع مرفوعًا: "ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المدن أهلا، وهي لأهلها معقل، وأكثره أبدالاً، وأكثره مساجد، وأكثره زهادًا، وأكثره مالاً وأكثره رجالاً، وأقله رجالاً وأقله كفارًا".
وذكر حديثًا طويلاً لا يصح، إسناده واه.
ومن حديث مكحول (¬2) عن عبد الله بن سلام قال: "دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم".
ومن حديث هشام بن عمار (¬3) قال: سمعت من رفع الحديث إِلَى وهب بن منبه سمع ابن (عباس) (¬4) سمع النبي صلّى الله عليه وسلم يقول: "اجتمع الكفار يتشاورون في أمري -فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: -يا ليتني بالغوطة بمدينة يقال لها: دمشق حتى آتي الموضع -مستغاث الأنبياء- حيث قَتَلَ ابن آدم آخاه، فأسأل الله أن يهلك قومي، فأتى جبربل فَقَالَ: يا محمد، ائت بعض جبال مكة فاسأل الله أن يهلك قومي فأتى جبريل، فَقَالَ: يا محمد ائت بعض جبال مكة، فأو [إِلَى] (¬5) بعض غاراتها؛ فإنها معقلك من قومك".
هذا منكر جدًّا، ولا يدري ممن سمعه هشام بن عمار.
وذكر أبو القاسم الدمشقي الحافظ (¬6) بإسناد له عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمرو بن جابر الحضرمي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: من سكن دمشق نجا، فقلت: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أفعن رأي
¬__________
(¬1) فضائل الشام برقم (76).
(¬2) فضائل الشام برقم (85).
(¬3) فضائل الشام برقم (99).
(¬4) في الأصل: "عياش"، والتصويب من تاريخ دمشق.
(¬5) ليست في الأصل، واستدركتها من تاريخ دمشق.
(¬6) في "تاريخ دمشق" (1/ 231).

الصفحة 259