كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

ذكر الله، وخرج أبو داود (¬1) من حديث أبي أمامة، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "من أَحَبّ لله وأبغض لله وأعطى لله؛ فقد استكمل الإيمان".
ومن حديث أبي ذر، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "أفضل الإيمان: الحب في الله والبغض في الله" (¬2).
وخرج الإمام أحمد (¬3) من حديث البراء بن عازب، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله".
ومن حديث عمرو بن الجموح، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجِدُ العبْدُ حقَّ صرِيح الإيمانِ حتَّى يُحبَّ للَّهِ ويبْغِضَ للَّه، فإذا أحبَّ للهِ، وأبْغَضَ للَّهِ فقدْ استحقَّ الولايَةَ منَ اللَّه، وإن أوْليائِي منْ عبادي وأحبَّائِي منْ خلقِي يُذْكَرُون بذِكرِي وأُذكرُ بذكرِهِم" (¬4).
وفي هذا المعني أحاديث كثيرة:
وروى ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: "من أَحَبّ في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك". وقد صار عامة مؤاخاة الناس علي أمر الدُّنْيَا وذلك لا يجدي عَلَى أهله شيئًا. خرجه ابن جرير الطبري.
وخرج أيضًا بإسناده عن ابن مسعود قال: "من أَحَبّ لله وأبغض لله ومنع لله وأعطى لله فقد توسط الإيمان".
وخرج الحاكم (¬5) من حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
¬__________
(¬1) برقم (4681).
(¬2) أخرجه أبو داود (4595)، وأحمد (5/ 146) بلفظ: "أفضل الأعمال".
(¬3) (4/ 286) بلفظ: "إن أوسط ... " وقال الهيثمي في المجمع (1/ 89 - 90): رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي سليم، وضعفه الأكثر.
(¬4) أخرجه أحمد (3/ 430).
قال الهيثمي في المجمع (1/ 89): فيه رشدين بن سعد، وهو منقطع ضعيف.
(¬5) (2/ 291) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. =

الصفحة 303