كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

ويروى عن كعب قال: "أوحى الله -عز وجل- إِلَى موسى- عليه السلام-: أتحب أن تحبك أحبتي وملائكتي وما ذرأت من الجن والإنس؟ قال: نعم يا رب. قال: ذكرهم آلائي ونعمائي؛ فإنهم لا يذكرون مني إلا كل حسنة".
وعن أبي عبد الله الجدلي قال: "أوحى الله -عز وجل- إِلَى داود -عليه السلام- يا داود، أحبني وأحب من يحبني وحببني إِلَى الناس؟ قال: يا رب، أحبك وأحب من يحبك؛ فكيف أحببك إِلَى الناس؟ قال: تذكرهم آلائي ونعمائي فلا يذكرون مني إلا حسنًا".
ويروى عن ابن عباس. عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة، وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي".
وهذا الحديث موجود في بعض نسخ كتاب الترمذي (¬1).
والحب عَلَى النعم من جملة شكر المنعم وهو واجب عَلَى من أنعم عليه، ولهذا يقال: إن الشر يكون بالقلب واللسان والجوارح.
ومن الأسباب أيضاً: معرفة الله -تعالى-:
قال الحسن بن أبي جعفر: سمعت عتبة الغلام يقول: "من عرف الله - تعالى- أحبه، ومن أَحَبّ الله أطاعه، ومن أسكنه في جواره فطوباه وطوباه وطوباه".
قال فلم يزل يقول: "وطوباه، وطوباه" حتى خر ساقطًا مغشيًا عليه.
خرجه إبراهيم بن الجنيد.
وقال بديل بن ميسرة: "من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدُّنْيَا زهد فيها".
خرجه الإمام أحمد وغيره.
¬__________
(¬1) برقم (3789) وقال: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه.

الصفحة 314