كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

في غير حديث، كما دل عليه قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]
وقوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ... } [يونس: 61].
وخرج البزار من حديث عبد الله بن معاوية الغاضري "أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما تزكية المرء نفسه؟ قال: أن يعلم أن الله حيث كان معه".
وخرج الطبراني (¬1) من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت" وبإسناد فيه نظر من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة في ظل الله -تعالى- يوم لا ظل إلا ظله: رجل حيث توجه علم أن الله معه ... " (¬2) إلخ.
ومن حديث سعيد بن يزيد الأزدي "أنَّه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني.
قال: أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي رجلاً صالحًا من صالحي قومك" (¬3). ورويناه بإسناد فيه ضعف من حديث أبي أمامة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "استح من الله استحياؤك من رجلين من صالحي عشيرتك هما معك لا يفارقانك" (¬4).
¬__________
(¬1) في الكبير، والأوسط (8796). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عروة بن رويم إلا محمد بن مهاجر، تفرد به عثمان بن كثير.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 60): رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير، وقال: تفرد به عثمان بن كثير.
قلت: ولم أر من ذكره بثقة ولا جرح ا. هـ.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 124) وقال: غريب من حديث عروة، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مهاجر.
(¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 7935). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 279): وفيه بشر بن نمير، وهو متروك.
(¬3) أخرجه أحمد في الزهد (248) والطبراني في "الكبير" (6/ 576).
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 284): ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
(¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 136) وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس=

الصفحة 333