كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

أنبياءهم وليسوا معهم؛ لأنهم خالفوهم في القول والعمل (وسلكوا) (¬1) غير طريقهم، فصار موردهم النار، نعوذ بالله من ذلك".
وفي "مسند البزار" (¬2) من حديث أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأعرف ناسًا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء [بمنزلتهم عند الله -سبحانه-" (¬3) يوم القيامة، الذين يحبون الله ويحببونه إِلَى خلقه، يأمرونهم بطاعة الله، فإذا أطاعوا الله أحبهم الله".
وخرج إبراهيم بن الجنيد نحوه من حديث أنس مرفوعًا.
قال زيد بن أسلم: "لما وُضع عثمان بن مظعون في قبره قالت امرأته هنيئًا لك أبا السائب الجنة، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما علمك بذلك؟! قالت: كان يا رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم النهار (ويقوم) (¬4) الليل. قال: "بِحَسْبُكِ" (¬5) لو قلت: كان يحب الله ورسوله" (¬6).
وقال عتبة الغلام: "من عرف الله أحبه؛ ومن أَحَبّ الله أطاعه، ومن (أطاع الله) (¬7) أكرمه، ومن أكرمه الله أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره فطوباه وطوباه وطوباه ... ؟ فلم يزل يقول: وطوباه وطوباهء ... حتى خر ساقطًا مغشيًا عليه".
وقال فرقد السبخي: قرأت في بعض الكتب: "المحب لله -تعالى- أمير مؤمر عَلَى الأمراء، زمرته أول الزمر يوم القيامة، ومجلسه أقرب المجالس فيما
¬__________
(¬1) في المطبوع: "وسلوك".
(¬2) برقم (140 - زوائد) قال البزار: لم يتابع سعيد. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 126): رواه البزار، وفيه سعيد بن سلام العطار، وهو كذاب.
(¬3) من المطبوع.
(¬4) في المطبوع: "ويصلي".
(¬5) في المطبوع: " فحسبك".
(¬6) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 106) وهو مرسل.
(¬7) في المطبوع: " أطاعه".

الصفحة 379