كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 3)

وسمع النبي صلّى الله عليه وسلم مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فَقَالَ: "خرج من النار" خرجه مسلم (¬1).
وهي توجب المغفرة:
في "المسند" (¬2) عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمًا: ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، وَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا سَاعَةً، ثُمَّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُمَّ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي الْجَنَّةَ عَلَيْهَا، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ".
وهي أحسن الحسنات:
قال أبو ذَرٍّ: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: "إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ حَسَنَةً، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ؟ قَالَ: هِيَ أَحْسَنُ الْحَسَنَاتِ" (¬3).
¬__________
(¬1) برقم (382) ولفظه: "خرجت من النار".
(¬2) (4/ 124).
أخرجه البزار في مسنده (2717 - البحر الزخار) وكما في كشف الأستار (10)، والطبراني في الكبير (7/ 7163)، والحاكم في المستدرك (1/ 501).
قال البزار: وهذا لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: حال إسماعيل بن عياض يقرب من الحديث قبل هذا، فإنَّه أحد أئمة الشام، وقد نسب إِلَى سوء الحفظ، وأنا عَلَى شرطي في أمثاله.
وقال الذهبي في التلخيص: راشد ضعفه الدارقطني وغيره، ووثقه دحيم.
وقال الهيثمي في المجمع (1/ 24): رواه أحمد والطبراني والبزار، ورجاله موثقون.
وقال أيضاً في (10/ 84): رواه أحمد وفيه راشد بن داود وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
(¬3) أخرجه أحمد (5/ 169).
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 84): رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن شمر بن=

الصفحة 76