كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 4)

- صلى الله عليه وسلم -: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} [الفتح: 2].
وقد استنبط هذا المعنى محمد بن كعب القرظي، ويشهد له الحديث الَّذِي خرّجه الترمذي (¬1) وغيره (¬2) عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو، يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة.
فَقَالَ له: "أتدري ما تمامُ النعمة؟ ". قال: دعوةٌ دعوت بها، أرجو بها الخير.
فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وسلم: "إن تمام النعمة: النجاةُ من النار، ودخول الجنة". فلا تتِمُّ نعمة الله عَلَى عبده إلا بتكفير سيئاته.
وقد تكاثرت النصوص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتكفير الخطايا بالوضوء كما في "صحيح مسلم" (¬3) عن عثمان رضي الله عنه أنَّه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: "من توضأ هكذا غُفرَ له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إِلَى المسجد نافلة".
وفيه (¬4) أيضاً عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره".
وفيه أيضاً (¬5) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ
¬__________
(¬1) برقم (3527) وقال: هذا حديث حسن.
(¬2) أخرجه أحمد (5/ 231، 235)، والبخاري في الأدب المفرد (725)، والطبراني في الكبير (20/ 97)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 204).
قال أبو نعيم في الحلية: تفرد به عن اللجلاج أبو الورد، وحدث به الأكابر عن الجريري منهم: إسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، وعنهما الإمامان: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل.
(¬3) برقم (229).
(¬4) برقم (245).
(¬5) برقم (244).

الصفحة 13