كتاب مجموع رسائل ابن رجب (اسم الجزء: 4)

الباب الخامس والعشرون في ذكر مجيء النار يوم القيامة وخروج عنق منها يتكلم
قَالَ الله عز وجل: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (¬1) (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 21 - 24].
وقال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ (¬2) الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات: 34 - 36].
[وقال الربيع بن أنس في قوله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}] (*) [النازعات: 36] قَالَ: كشف عنها غطاؤها. وقال تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 5 - 7].
وروى العلاء بن خالد الكاهلي، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "يؤتى يومئذ بجهنم، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها". خرّجه مسلم (¬3)، من طريق حفص بن غياث، عن العلاء به، وخرّجه الترمذي (¬4) من طريق سفيان، عن العلاء، موقوفًا عَلَى ابن مسعود، ورجح وقفه العقيلي (¬5) والدارقطني (¬6).
¬__________
(¬1) {دكت}: أي دقت وكسرت بالزلازل. {دكًّا دكًّا}: أى دكًّا متتابعًا حتى صارت هباءً.
(¬2) {والطامة الكبرى}: أي الداهية العظمى أي يوم القيامة.
(*) من المطبوع.
(¬3) برقم (2842).
(¬4) برقم (2573).
(¬5) في "الضعفاء الكبير" (3/ 344) أورد الحديث موقوفًا وقال: هذا أولى.
(¬6) في التتبع ص 329 قَالَ: رفعه وهم، رواه الثوري ومروان وغيرهما عن العلاء بن=

الصفحة 331